رعى محافظ البنك المركزي الأردني، رئيس هيئة مديري صندوق الحسين للإبداع والتفوق، الدكتور عادل الشركس يوم الأربعاء حفل تكريم الفائزين بجوائز الدورة الثالثة لصندوق الحسين للأبحاث الاقتصادية، بحضور عدد من القيادات المصرفية والأكاديمية.
وقال الدكتور الشركس، أثبتت جائزة صندوق الحسين للأبحاث الاقتصادية، وكما هي دائماً، الأصالة والموضوعية في اختيار حقول الجائزة، والتي انبثقت عن ايماننا المطلق بأن العلم والمعرفة هما الدعائم الأساسية التي تُبنى عليها الأمم، ليسهم البحث العلمي في توجيه المعرفة نحو التطور والريادة على مختلف الأصعدة، وإيجاد حلول فعالة للتحديات التي تواجه مجتمعنا.
واضاف أن اختيار الحقول في هذه الدورة لامس الموضوعات ذات الأثر الأكبر على الاقتصاد الوطني، والتي تتطلب منا فهماً عميقاً لمجرياتها؛ فالسياسة النقدية كانت ولا زالت تتصدر الواجهة في جميع الحوارات الاقتصادية، كنتيجة للظروف غير المسبوقة التي يواجهها الاقتصاد العالمي خلال العامين المنصرمين.
وأكد الدكتور الشركس أن السياسة النقدية للبنك المركزي الأردني، في ظل تحديات التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، أثمرت عن تحقيق الهدف الرئيس المتمثل بالمحافظة على الاستقرار النقدي والمالي، "ولن نتوانى عن اتخاذ أي قرار من شأنه المحافظة على مكتسباتنا في هذا المجال".
وحول موضوعات الجائزة، قال إن اختيار عناوين مثل الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المالية، يأتي مواكبةً للتطورات المالية والتكنولوجية، ويعكس أهمية تبني مبادرات التمويل الأخضر، الذي لم يعد مجرد اتجاه حديث، بل هو التزام حقيقي نحو المحافظة على بيئتنا وتحقيق التنمية المستدامة.
وجدد التأكيد أن دعم التكنولوجيا والابتكار في القطاع المالي والمصرفي يُعد هدفاً محورياً؛ إذ أصبحت التكنولوجيا المالية ركيزة أساسية في بناء نظم مالية أكثر كفاءة ومرونة، منوها أن جميع هذه الموضوعات تشكل محورا اساسيا في رؤية التحديث الاقتصادي للمملكة 2023-2033.
وقال الدكتور الشركس أن الجائزة أسهمت في إثراء العمل البحثي في الحقل الاقتصادي، وتطوير الأفكار وتقديم التوصيات التطبيقية المبنية على أسس علمية؛ فالاقتصاد العالمي يمر بتغيرات جذرية وسريعة، تتطلب منا إمعان النظر واستشراف المستقبل بعيون واعية.
وشدد على أهمية البحث الاقتصادي في توفير المعرفة اللازمة لمواجهة هذه التحديات، وتقديم صورة أوضح للمشهد الاقتصادي وتوفير توجيه علمي لصانعي القرار الاقتصادي ليتمكنوا من الوقوف على مواطن الضعف في البنية الاقتصادية الكلية تمهيدا لإيجاد حلول عملية لها.
وأعلن الدكتور الشركس إطلاق الدورة الرابعة من جوائز الصندوق للأبحاث الاقتصادية للعام 2024، بالتعاون بين صندوق الحسين للإبداع والتفوق والبنك المركزي الأردني، والتي ستُوجَّه إلى مجالات السياسة النقدية، والقطاع المالي والمصرفي، والاقتصاد الأخضر، والاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المالية، واقتصاديات العمل، للدورة الثانية على التوالي، وذلك للمحافظة على هذه الموضوعات في طليعة العناوين الاقتصادية، والتطور المتسارع فيها، وإيماناً بأن الاستمرارية في مثل هذه المواضيع لأكثر من عام تتيح الفرصة أمام الباحثين للإبداع والابتكار في الرؤية والتحليل.
وأشاد مدير عام الصندوق، الدكتور علي ياغي، باسم اللجنة العلمية للجائزة بجميع الأعمال التي تقدمت للدورة الثالثة في حقولها الخمسة، وقال " عكست هذه الأعمال في مجملها الأصالة وعمق البحث والتحليل، علاوة على اتباع معايير وأساليب البحث العلمي في المجالات الاقتصادية".
وبين أنه تقدم لهذه الدورة 101 عملا تنوعت بين 66 بحثا و11 اطروحة دكتوراه و24 رسالة ماجستير، كان 12 عملا منها في مجال السياسة النقدية، و36 عملا في مجال القطاع المالي والمصرفي، و17 عملا في مجال الاقتصاد الأخضر، و14 عملا في مجال اقتصاديات العمل، و22 عملا في مجال الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المالية.
وأشار إلى أن الجائزة استقطبت العديد من المشاركين من مختلف الجامعات والمؤسسات الأردنية، ومن خارج الأردن، حيث بلغ عدد المشاركين في الأبحاث المقدمة 139 مشاركا، منهم 47 باحثة.
وأعرب الدكتور ياغي عن شكره لجميع المشاركين الذين قدّموا أعمالاً متميزة للدورة الثالثة من جوائز الصندوق للأبحاث الاقتصادية، مؤكدا أن جميع الأبحاث المقدمة كانت متميزة وتعكس جهودًا علمية قيمة للباحثين كافة، وتناولت قضايا اقتصادية متنوعة تهم الباحثين وصناع القرار والمهتمين في قضايا الاقتصاد الوطني.
وثمن جهود رئيس وأعضاء هيئة مديري صندوق الحسين على تبنيهم جوائز الابحاث الاقتصادية ودعمهم المتواصل لها لما في ذلك من دفع لهذا الحراك العلمي الجاد في مجال الأبحاث الاقتصادية والذي يعزز ويوسع قاعدة البحث العلمي ويعكس الأولويات التي تضمنتها خطة التحديث الاقتصادي.
وفي كلمة الفائزين، قالت الدكتورة عُلا بريك إن جائزة صندوق الحسين للإبداع والتفوق تعكس رؤية تضع الابتكار والإبداع في صميم تقدمنا كمجتمع، وتدعم روح التمكين والتحفيز وتدفع الشباب ليكونوا القوة المحركة لمستقبل وطننا.
وأضافت أن هذه القيم نستمدها من رؤية جلالة المغفور له الملك الحسين، الذي تحمل الجائزة اسمه، بأن الأنسان هو أداة التنمية وهدفها ونبني عليها ما استكمله جلالة الملك عبدالله الثاني بتعزيز مسيرة التنمية المستدامة وتبني مجموعة اهداف تحاكي النماذج الاقتصادية العالمية التي حققت نجاحات في مختلف المجالات.
وأكدت "دورنا كشباب ومبدعين أن نكون في طليعة هذا التحول، وأن نساهم بفاعلية في بناء اقتصاد رقمي قوي ومتطور. إن دعم الصندوق والبنك المركزي لهذا الاتجاه يجعلنا نؤمن بأننا قادرون على تحقيق التغيير الإيجابي وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وان نؤمن بمخرجات منظومتنا التعليمية ونساعد في جسر الهوة بين مخرجات التعليم وحاجة سوق العمل".
واعربت عن شكرها والفائزين، لصندوق الحسين للإبداع والتفوق وللبنك المركزي الأردني على دعمهما المستمر وتشجيعهما للإبداع والابتكار، مؤكدة أن هذا التكريم يشكل دافعا لنا جميعا لمواصلة السعي نحو تحقيق المزيد من الإنجازات.
وفازت بجائزة أفضل بحث في مجال السياسة النقدية، الباحثة أماني الرواشدة من البنك المركزي الأردني، عن بحثها بعنوان "توقعات معدل التضخم الكلي باستخدام نموذج الذاكرة الطويلة قصيرة المدى"، وجائزة أفضل رسالة ماجستير في المجال ذاته، للباحثة مروة نصار من جامعة آل البيت بعنوان "أثر أدوات السياسة النقدية على الاستثمار الاجنبي المباشر في الأردن"، فيما تم حجب جائزة افضل أطروحة دكتوراه.
وفي مجال القطاع المالي والمصرفي، حصل على جائزة أفضل بحث مناصفة بين بحث بعنوان "أثر رأس المال الفكري على الأداء المالي للبنوك التجارية: الدور الوسيط للميزة التنافسية" للباحثين الباحثين الدكتور محمد عواد من جامعة مؤتة وعلي قطيشات من بنك القاهرة عمان، والبحث بعنوان "أثر التكنولوجيا المالية على النظام المصرفي الأردني" للدكتور مازن الباشا.
وعن جائزة أفضل رسالة ماجستير، فاز الباحث حمدي السمان من الجامعة الهاشمية عن رسالته بعنوان "أثر أدوات السياسة النقدية على الاستثمار الاجنبي المباشر في الأردن"، وجائزة أفضل أطروحة دكتوراه للدكتور أحمد الجبالي، من جامعة العلوم الإسلامية الماليزية بعنوان "معوقات التمويل بالصيغ الزراعية في المصارف الإسلامية الأردنية".
وفي مجال الاقتصاد الأخضر، فاز أفضل بحث مناصفة بين البحث بعنوان "الاقتصاد البرتقالي: التعريف والقياس، حالة الاقتصاد الأردن" للدكتورة سرينا ساندري من الجامعة الألمانية الأردنية والدكتور نوح الشياب من جامعة اليرموك، والبحث بعنوان "أداء الشركات والعوامل الخضراء: هل السياسة النقدية مهمة؟ دراسة عن القطاع المالي في الأردن" للباحثين الدكتور عمر عربيات، والدكتور هاشم الشرفات من الجامعة الهاشمية، والدكتور علام حمدان من الجامعة الاهلية في البحرين.
وعن أفضل رسالة ماجستير فاز مناصفة الرساله بعنوان "إدارة سلسلة التوريد الخضراء وأداء الشركات في القطاع الصناعي الأردني: الدور الوسيط للاندماج الوظيفي، للباحث عمر المرعب من جامعة مؤتة والرسالة بعنوان " العلاقة ما بين استراتيجية الشركة وإدارة سلسلة التوريد الخضراء وتأثير هذه العلاقة على أداء الشركة"، للباحثة دانا ابو خضر من جامعة مؤتة، وتم حجب الجائزة عن أفضل أطروحة دكتوراه في مجال الاقتصاد الاخضر.
وفي مجال اقتصاديات العمل، فاز بجائزة أفضل بحث، البحث المقدم من الدكتور عبد الكريم البطاينة والدكتور ياسر همشري من جامعة البترا والدكتور أحمد جويلس من جامعة الزرقاء بعنوان "دور الاستقرار المالي في تعزيز العلاقة بين الاشتمال المالي والاستثمار في القطاع المالي الاردني". وفيما تم حجب جائزة أفضل رسالة ماجستير، كانت جائزة أفضل أطروحة دكتوراه للدكتور أحمد العزام من جامعة كيبانغسان في ماليزيا، بعنوان "تأثيرات أزمة الربيع العربي ونوع الصناعة وهيكل الملكية على الإفصاح الاجتماعي للشركات".
وفي مجال الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المالية، تم حجب جائزة أفضل بحث، فيما كانت جائزة أفضل رسالة ماجستير مناصفة بين الرسالة بعنوان "أثر الاقتصاد الرقمي على النشاط الاقتصادي"، للباحثة ديمة المجالي من جامعة مؤتة، والرسالة بعنوان "أثر استخدام تقنية سلسلة الكتل على جودة القوائم المالية في البنوك التجارية الأردنية" للباحث عبد الله الدروبي من جامعة آل البيت.
وكانت جائزة أفضل أطروحة دكتوراه مناصفة بين الرسالة بعنوان "أثر الاستثمار في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات واستخداماتها على النمو الاقتصادي في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا: هل الحوكمة مهمة؟" للدكتور محمد ابو الفول من جامعة سوينبورن للتكنولوجيا في استراليا، والرسالة بعنوان "أثر الذكاء الاصطناعي في الحد من مخاطر الرقابة الداخلية في البنوك التجارية الأردنية المدرجة في بورصة عمان، الدور الوسيط للحوكمة السحابية"، للدكتورة علا بريك من جامعة العلوم الاسلامية العالمية.