حط مشروع "صمم واصنع"، مختبرات صندوق الحسين للتصميم والتصنيع الرقمي التابع لصندوق الحسين للابداع والتفوق، في مدرسة الملك عبد الثاني للتميز في الكرك لتكون محطته الثالثة في دورته الاولى 2024- 2025، ويأتي ذلك في إطار تنفيذ خطته المستقبلية المرسومه باستهداف طلبة صفوف التاسع والعاشر في مدارس التميز على مستوى محافظات المملكة وصولا إلى باقي المدارس.
ويهدف المشروع الذي يتبناه الصندوق وينفذه بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ومؤسسة مينالاب، إلى تطوير مهارات الطلبة في التفكير النقدي والتصميمي وصقل قدراتهم في مجالات التصميم وفق نهج ابداعي يسهم في ايجاد الحلول للعديد من المشكلات التي تمس جوانب الحياة المختلفة لتمكين الطلبة من أن يكونوا شركاء مؤثرين وفاعلين في خدمة مجتمعاتهم من خلال توظيف الاساليب التكنولوجية الحديثة لخدمة اهداف التنمية الوطنية المستدامة.
ويسعى المشروع ليكون نبراسا يضيء آفاق الريادة والتميز أمام 35 طالبا وطالبة من الصفين التاسع والعاشر في مدرسة التميز في الكرك؛ فيتنافس الطلبة في بيئة مليئة بالشغف والحافزية لامتلاك ناصية ومهارات الإبداع وإطلاق مواهبهم وطاقاتهم الكامنة، من خلال انتظامهم في البرنامج التدريبي المصمم وفق أسس علمية محكمة لاعانتهم على تطوير أفكارهم وتشخيص المشكلات في مختلف المجالات الحياتية، وتقديم الحلول المبتكرة من خلال تصاميم رقمية قابلة للتطبيق .
وعبر الطلبة عن سعادتهم لاختيار مدرستهم لتكون ضمن محطات المشروع، وقالوا ل"الرأي"، فتح المشروع أمامنا المجال لتوسيع مداركنا وارشادنا إلى الطرق الأمثل لتقييم الافكار والتحديات ومناقشتها ضمن المجموعة وفي أجواء حماسية تعزز التنافسية وتدفعنا إلى عدم الاكتفاء بمواجهة المشكلة، بل السعي لإيجاد حلول فعالة لمواجهتها، مستفيدين من خبرة المدربين والأدوات والوسائل التكنولوجية المتطورة التي وفرها المشروع، ومنها الطباعة الثلاثية الأبعاد ودورها في التصنيع الرقمي.
وأشاروا إلى الفائدة المتحققة في توجيههم نحو التخصصات التي سيدرسونها في الجامعة، بما يتواءم مع ميولهم ومتطلبات سوق العمل والثورة التكنولوجية المتسارعة.
من جانبها، قالت مديرة المدرسة هالة التخاينة إن الاستثمار في العقول هو السبيل لتحقيق نهضة الوطن والسير به نحو المزيد من معارج التقدم والازدهار، كما أن تهيئة النشء وتوفير متطلبات تنميتهم معرفيا وتكنولوجيا يعد مهمة وطنية تشاركية.
وتابعت أن التوسع في برامج التدريب لطلبة المدارس، خاصة في مجالات التفكير الناقد والتفكير التصميمي وتعزيز مهارات التعلم والفهم المدرك لمتطلبات العصر وتحدياته في ظل التطورات التكنولوجية الرقمية التكنولوجية المتسارعة، باتت ضرورة ملحة.
وبينت أن طلبة مدارس الملك عبد لله الثاني للتميز المنتشرة في مختلف محافظات المملكة هم النواة الاساسية للابداع والابتكار لما يمتلكونه من قدرات ومهارات متقدمة يتم تنميتها من خلال الفرص التأهيلية التي يتم توفيرها لهم والتي أثمرت بحصولهم على العديد من المركز الاولى في المسابقات التي تم تنظيمها في مختلف مجالات الابداع والريادة.
وعن مشروع "صمم واصنع" أوضحت التخاينة، أن المدرسة، واستجابة لمتطلبات المشروع، عملت على تجهيز غرفة خاصة لتكون حاضنة ابداعية تحت مسمى "حاضنة السيف والقلم"، تم اختيار الاسم والشعار من بين عدة تصاميم أعدّها الطلبة المشاركون في المشروع حيث يتم تدريبهم وتأهيلهم للتجاوب مع متطلبات العصر ومقتضيات الحداثة؛ اذ لا يكتفي المشروع بالتلقين بل يزودهم من خلال خطته التدريبية، بمفاهيم ومهارات نافعة ترسخ التميز التقني والابتكار بما يحقق النجاح في المسيرة التعليمة والمهنية ويحفز لدى الطلبة روح الدافعية والانجاز، كما يساعدهم في تحديد توجهاتهم الدراسية والحياتية المقبلة ليكونوا بناة وقادة للمستقبل.
وأعربت المديرة التخاينة عن شكرها لصندوق الحسين للابداع والتفوق ووزارة التربية والتعليم لشمول مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز في الكرك بهذا المشروع النوعي.
واوضحت أن مخرجات المشروع ستتمثل في لإنتاج الطلبة ل(7) مشاريع سيتم اعدادها وتصميمها رقميا وتحويلها إلى نماذج مطبوعة بواسطة الطابعة ثلاثية الابعاد بهدف تقديم حلول مبتكرة ومتكاملة لمشكلات في مجالات متعددة.
وبينت أن المعلمات والطلبة الذين انتظموا في المشروع سيشكلون نواة تدريبية لتعميم الفكرة خلال الفترة المقبلة على مختلف مدراس المحافظة، إضافة إلى تزويد حاضنة المدرسة من قبل الصندوق بطابعتين ثلاثية الابعاد وما يتصل بذلك من أدوات ومستلزمات تدريبية.
وتحدثت المعلمتان نسرين الحباشنة وبسمة الشمايلة، المشاركات في المشروع، عن حيثيات تنفيذه، وأشارتا إلى أن الطلبة الذين تم توزيعهم على (7) مجموعات يخضعون إلى (72) ساعة تدريبية موزعة حسب جدول زمني على ثلاثة ايام في الاسبوع، يتناول مجالات دمج التفكير النقدي بالتصميم والتصنيع الرقمي وصقل الشخصية وتعزيز الدافعية للعمل والبحث في قضايا المجتمع بتمعن ووضع الحلول المناسبة لها.
ولفتت المعلمتان إلى ان جودة المشروع ومنهجيته التدريبية المبتكرة القائمة على التعلم من خلال التجريب، ساعدتا الطلبة على الانغماس بحماسة في التدريب وتخطي مخاوفهم من أي عقبات قد تحول دون الوصول إلى الأهداف المرجوة.
وقال الشريك المؤسس لشركة مينالاب، قصي ملاحمة، إن تجربتي في برنامج "صمّم واصنع" كانت واحدة من أكثر التجارب التعليمية إلهامًا وتفرّدًا في مسيرتي المهنية.
وأضاف أن البرنامج جمع بين التفكير التصميمي والتصنيع الرقمي، وقدم للطلبة فرصة نادرة للجمع بين الإبداع والتقنية في بيئة تعليمية محفّزة، مشيرا أن ما يميز البرنامج هو أنه لا يقتصر على الجانب النظري، بل يمنح الطلاب أدوات حقيقية تمكنهم من بناء نماذج أولية لأفكارهم، مما يساعدهم على الإنتقال من مرحلة الفكرة إلى مرحلة التنفيذ الملموس.
وأكد أن التفرّد في "صمّم واصنع" أنه لا يفرض على الطالب ما يجب أن يتعلّمه، بل ينطلق من احتياجاته وفضوله، ويعطيه المساحة الكافية للتجريب والخطأ والتعلم الذاتي، منوّها أن دمج الأدوات الحديثة مثل الطابعات ثلاثية الأبعاد مع أساليب حل المشكلات المعتمدة، وفر تجربة تعليمية غنية جعلت الطلبة يشعرون بأنهم صانعو تغيير حقيقيون وليسوا مجرد متلقّين للمعرفة.
أما من حيث الأثر، فقد أكد الملاحمة ملاحظة تغيّرات واضحة في طريقة تفكير الطلاب، حيث أصبحوا أكثر قدرة على تحليل المشكلات من حولهم، واقتراح حلول مبتكرة قائمة على البيانات والتجربة، لافتا إلى أن بعض الطلبة بدأوا بالفعل باستخدام المهارات المكتسبة لتطوير مشاريع شخصية أو حتى أفكار ريادية، ما يعكس الإمكانات الكامنة التي أطلقها البرنامج في نفوسهم.
وأعرب الملاحمة عن اعتقاده بأن هذا النوع من البرامج سيترك أثرًا طويل الأمد، ليس فقط على المشاركين، بل على النظام التعليمي بأكمله؛ "فعندما نُخرج جيلاً يؤمن بقدرته على التغيير باستخدام أدوات حديثة ونهج إنساني مبدع، نكون قد أسّسنا لمجتمع قادر على مواكبة المستقبل، بل وصنعه بيده".
وكان مشروع مختبرات صندوق الحسين للتصميم والتصنيع الرقمي، قد انطلق تحت شعار "صمم وأصنع" من قبل صندوق الحسين للإبداع والتفوق بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وشركة مينالاب.
وتم تنفيذ دورتين من المشروع في المقابلين وجرش حيث تم تخريج 66 طالبا وطالبة إلى جانب تأهيل معلمين في كل مدرسة ليكونوا نواة لتدريب الطلبة في المدارس المحيطة في كل منطقة.
ويهدف المشروع، الذي تم تنفيذ الدورة الأولى منه في مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز في المقابلين، إلى تدريب وتمكين طلاب المرحلة الثانوية من مختلف محافظات المملكة في مجال التفكير التصميمي والتصنيع الرقمي، بما يوفر للطلبة تجارب تعليمية عملية، تعزز الإبداع وتسهم في تطوير مهاراتهم على الابتكار وحل المشكلات باستخدام التكنولوجيا الحديثة وأساليب التصميم.
وقال مدير عام صندوق الحسين للإبداع والتفوق، الدكتور علي ياغي، إن تغيرات وتطورات عديدة طرأت على مفهوم التعليم ليصبح، إلى جانب المدرسة، يشمل التعليم الافتراضي والتعلم الذاتي، وتحول من تعليم يركز على المعلومات بالدرجة الأساسية، إلى تعليم يعتمد على المهارات إلى جانب المعلومات، سواء المهارات الخاصة بالعلوم أم المهارات العامة؛ كالرقمية (الحاسوبية)، ومهارات التواصل، ومهارات التعلم الذاتي، ومهارات التحليل النقدي، ومهارات حل المشاكلات.
وأضاف أنه لتحقيق هذا الهدف، جاء مشروع مختبرات الحسين للتصميم الرقمي والتصنيع في مدارس الملك عبد الله الثاني للتميز من أجل إعطاء الطلبة جرعة من "مهارات القرن الواحد والعشرين" ووضعهم على بداية الطريق لتعزيز مفاهيم التفكير النقدي والتحليلي وحل المشكلات.
وبين أن مشروع مختبرات "صمم وأصنع"، يجمع بين التفكير التصميمي والتصنيع الرقمي، معربا عن أمله بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، في توسيع التجربة في المستقبل لتشمل مدارس وزارة التربية كافة.
وأكد الدكتور ياغي أن أهم أهداف المشروع تتمثل في بناء التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلبة، وتمكينهم من النظر إلى التحديات المحلية كفرص للإبداع والابتكار، وإكسابهم المهارات اللازمة لترجمة أفكارهم المبتكرة إلى حلول واقعية، علاوة على تدريب الطلبة على التصميم وتصنيع النماذج الأولية باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وبين أنه تم اختيار شركة قرطبة للاستشارات الهندسية ( مينالاب)، وهي شركة أردنية ناشئة أنطلقت عام 2022، لتحقيق هذه الأهداف، حيث تعمل على تقديم التدريب على النماذج الأولية والتصنيع الرقمي للطلبة والشباب، وتوفر الوصول إلى الآلات والتعليم وخدمات التصميم.
وقال مدير إدارة التعليم العام، الدكتور احمد المساعفة، تكمن أهمية المشروع من وجهة نظر وزارة التربية والتعليم في كونه يوفر للطلبة تجارب تعليمية عملية، تعزز الإبداع وتسهم في تطوير مهاراتهم على الابتكار وحل المشكلات، وتطور أساليب التصميم باستخدام التكنولوجيا الحديثة والبرمجيات المعاصرة، ما يفتح لهم آفاقا مستقبلية تعزّز من فرصهم التعليمية وتمكّنهم من الانخراط في سوق العمل وهم يمتلكون المهارة والمعرفة التي تواكب التطور وتلبي حاجة المجتمع للتنمية والريادة والابداع.
من جانبها، قالت مديرة مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز في المقابلين، أمل السويطي، إن رؤية الدورة الاولى من مشروع التصنيع الرقمي "صمم واصنع "، تأتي امتدادا لرؤية جلالة الملك الواعدة لتمكين الطلبة من التعلم بالمشاركة في الابتكار والابداع.
وأضافت أن الطلبة عاشوا تجربة فريدة من خلال برنامج تدريبي اكتسبوا خلاله مهارات تدعم افكارهم وتصقلها، ليتمكنوا من إيجاد حلول إبتكارية لمشاكل حياتية تواجه المجتمع.
وشملت المشروعات التي شارك بها طلبة مدرسة المقابلين، مشروع تصميم جهاز لحماية الحيوانات الأليفة الصغيرة من الدخول لمحركات السيارات في الشتاء لفريق (سي أند آيه)، ومشروع سوار الكتروني لتنبيه ذوي الاعاقات السمعية عند الاقتراب من المركبات اثناء استخدام الطريق لفريق (سايلنت بوند)، ومشروع ترجمة لغة الإشارة إلى لغة مفهومة باستخدام الذكاء الإصطناعي لفريق (انفينيتي لاينز)، ومشروع استخدام التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد لإنشاء جبيرة للكسور تمتاز بالتهوية والصلابة والوزن الخفيف لفريق (سي بيي أو)، ومشروع تصميم روبوت يقدم الترفيه والمساعدة ببعض المهام للأطفال المرضى لفريق (صني بال)، ومشروع تطوير خوذة واقية تنبه العاملين في الميدان من مخاطر سقوط الاجسام وتساعد على تقليل الإجهاد في العمل لفريق (سيف هيدز)، ومشروع تنقية وتصفية المياه العكرة لتصبح صالحة للشرب لفريق بلو كير.
وفي مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز في جرش، شارك مشروع جهاز بصمة لحماية الأطفال من الصدمات الكهربائية من قبل فريق(بروتيكت اور كيدز) ، ومشروع لصناعة أطراف صناعية لفاقدي الأطراف من قبل فريق (المصممون)، ومشروع عربة قابلة للطي لمساعدة الأفراد في حمل الأكياس من قبل فريق(إي أم واي)، ومشروع جهاز لمساعدة كبار السن على تناول الأدوية في وقته، من قبل فريق (فريندلي ميديسين)، ومشروع موقع لتحفيز الطلبة على الدراسة وتقليل الوقت على وسائل التواصل، من قبل فريق (ميندفول مايندز)، وجهاز إنذار للتنبيه من الجلوس بوضعيات خاطئة من قبل فريق (تيكنو ديزاين)، وجهاز للكشف عن نسبة ثاني أكسيد الكربون الخطرة في الأماكن المغلقة من قبل فريق (فلوفي أير).
وأكد مدير التربية والتعليم لمحافظة جرش، وائل أبو عزام، أن مبادرة "صمم واصنع" تشكل خطوة ريادية في سبيل التعليم النوعي، حيث تعزز التفكير التصميمي والتصنيع الرقمي، ضمن نهج تشاركي يهدف إلى بناء قدرات الطلبة وتنمية مهاراتهم الإبداعية والنقدية في مواجهة التحديات المستقبلية وتحويلها إلى فرص ملموسة.
وأعربت مديرة مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز في جرش، نسرين عياصرة، عن شكرها لوزارة التربية والتعليم وصندوق الحسين للإبداع والتفوق، مشيدة بأثر المبادرة في تنمية المواهب والإبداعات الطلابية داخل المدرسة.